يمتد الوطن العربي على مساحة أكثر من 13.333.296 كيلومتر مُربّع، يشغل المساحة بدءًا من المحيط الأطلسي غربًا وصولاً إلى بحر العرب والخليج العربي شرقًا، ويًضم 22 دولة تمتد ما بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتتشارك جميعها في اللغة والتاريخ والحضارة، كما يبلغ حجم السكان بهذه الأراضي 400.652.486 نسمة تقريباً، وللصناعة في الوطن العربي تاريخ طويل.
تاريخ الصناعة في الوطن العربي….
يعتقد البعض أن ما عاشاته دول الوطن العربي من استعمار، هو سبب تأخر الحركة الصناعية العربية حتى القرن التاسع عشر، حيث كانت الصناعة تتوقف على احتياجات الناس كالملابس والأغذية وبعض الأدوات المنزلية، والتي كانت في مجملها صناعات بسيطة، يمكن التحكم فيها بواسطة الأيادي العاملة والقسم الآخر بواسطة الحيوانات.
لكن يعود الفضل لتنشيط الصناعة في الوطن العربي إلى "محمد علي الكبير"، الذي جعل مصر دولة صناعية متطورة في عصرها، من خلال إدخال العديد من المصانع إلى مصر، ولكن زوال محمد علي عن حُكم مصر، تسبب في تراجع الصناعة العربية المحلية وعجزها عن منافسة الصناعات الأجنبية. ومع تطور وسائل النقل والمواصلات، أصبح التواصل بين الدول العربية أيسر، فبدأت البعثات العلمية لتدريب واكتساب الخبرات.
مقومات الصناعة في الوطن العربي…
يتوافر في الوطن العربي مقومات مختلفة لتحقيق الإنتاج الصناعي، ومن تلك المقومات
_ المواد الخام: ويعتبر الوطن العربي من المناطق الغنية بالمواد الخام، ويتمثل ذلك بوفرة المُنتجات الزراعية اللازمة لاستخدامها في تصنيع مواد غذائية جديدة يحتاجها الإنسان، ومن أهم هذه المنتجات هي: القطن، وقصب السكر، والشمندر، وغيرها الكثير من المنتجات، بالإضافة إلى وفرة المناطق الرعويّة والثروات الباطنية.
_ القوى المحرّكة، ويتمثل هذا النوع من المقومات بوفرة الثروات المعدنية والمُستخرجة من باطن الأرض كالنفط والغاز، بالإضافة إلى القدرة على توليد الطاقة الشمسيّة والكهرباء.
_ الأيدي العاملة: يشار إلى أنّ هذا البند هو الأكثر وفرةً بين باقي المقوّمات، وتصبّ الدول العربية اهتمامها على ضرورة التوسع في تدريب القوة العاملة وتأهيلها.
_ رؤوس الأموال: جاء ذلك نتيجة اكتشاف الثروة النفطية والغاز الطبيعي، الأمر الذي جعل من رأس المال جارياً في الدول النفطية وبالتالي تشجيع قيام الصناعة.
حجم الصناعة في الوطن العربي…
لا تعتبر دول الوطن العربي، دول مُصنعة من الطراز الأول، بل أن أغلب صناعاتها استهلاكية، بسبب الحصول على المواد الخام التي تدخل في إنتاجها وتوافر المعدات و المهارات الفنية والإدارية اللازمة لإدامتها. وبالرغم من ذلك إلا أن الوطن العربي منبع للكثير من الصناعات، نظرًا لغناه بالمواد الخام الطبيعية، خاصًة صناعة المواد النفطية والغاز الطبيعي، وتعتبر السعودية هي أكبر دولة في العالم انتاجًا للنفط، يليها على مستوى الوطن العربي العراق والكويت والإمارات والجزائر وليبيا ومصر، ولا يقتصر تصدر الدول العربية في صناعة النفط فقط، بل تتصدر ايضًا في صناعة الحديد والصلب الخام، بالإضافة إلى صناعات المعادن، والمواد الغذائية، ومواد البناء، والبتروكيماويات، والغزل والنسيج.