يُعد توفير الإمدادات الغذائية الكافية للدول، من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الإنساني، لذلك تؤثر الصناعات الغذائية المنظمة على تنمية المدن والبلدان والتجارة والعناصر الرئيسية الأخرى لتحقيق الانسجام البشري، وشهدت الحضارات الإنسانية مراحل من تطور تاريخ الصناعات الغذائية.
الحضارات القديمة وتاريخ الصناعات الغذائية...
كانت الصناعات الغذائية قديمًا تعتمد على أنشطة بسيطة كالصيد، والزراعة، وتربية الحيوانات والذي يعود تاريخهم للعهود الأولى، وكانت البلاد المتوفر بها هذه الأنشطة مهد الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والآشورية والبابلية، فكلما ضمن الإنسان غذائه كلما ازدهر وصنع حضارة، وكانت هذه العمليات كافية لتلبية احتياجات الإنسان الغذائية، إلى أن ظهر مفهوم جديد على البشرية، وهي التجارة، بدء الأمر بتبادل المنتجات، وكانت الأغذية من أهم المنتجات التي يتم مقايضتها، ولكن كل ذلك كان في إطار محلي بين أبناء الأرض الواحدة. ومع ظهور وسائل المواصلات والسفن، أصبح تبادل الأغذية بين الدول متاح، بل تقوم عليه بعض الصناعات الغذائية في دول معينة، كصناعة الخبز في اليونان قديما التي كانت تعتمد على القمح الوارد من مصر وشمال أفريقيا.
اكتشاف أهم عمليات التصنيع الغذائي...
ولطالما كان توفير الغذاء للاستهلاك المتأخر عائقًا كبيرًا، خاصةً مع فصول الشتاء الطويلة، عندما يتوفر القليل من الطعام الطازج. و أغلبه يكون من الحبوب التي حافظت الحبوب جيدًا في الاحتفاظ بحالتها، ولذلك كان لابد من تجميد اللحوم والأسماك ، وتوصل الأوروبيين إلى وسيلة لحفظ الطعام طازجًا، عن طريق تسخينه، ووضعه في علب مجففة ثم تجميدها وختم العلب، وكان ذلك مع بداية القرن التاسع عشر تقريبًا. ثم تبع التجميد والتجفيف ظهور عملية البسترة، والتي يعود الفضل فيها إلى الكيميائي "لويس باستور"، وكان قد اكتشف لويس البسترة لأجل صناعة النبيذ الفرنسي وليس لصناعة الألبان، إلا أن تداول استخدامها على منتجات الألبان، مما وفر مجموعة متنوعة من الأطعمة المُتاحة لسكان الحضر. أنا عملية التعليب فتم اكتشافها للمرة الأولى في العام 1804م، وذلك عندما لاحظ "نيكولاس آبرت" وهو أحد الطباخين الفرنسيّين أنّه يمكن حفظ الشوربات وبعض أنواع الفواكه في علبٍ موضوعةٍ في ماءٍ مغلي
تاريخ صناعة الوجبات السريعة...
ترى بعض الدراسات أن تاريخ صناعة الوجبات السريعة يعود إلى الحرب العالمية الثانية ، حيث كان الناس قبل تلك الحرب يتناولون الطعام في جميع أنحاء العالم بطرق بسيطة للغاية، باستخدام المنتجات المحلية والموسمية فقط، لأنها كانت مقيدة في منطقة جغرافية، ولكن طرأ تغيير مهم على المجتمعات خاصة الغربية، وهي خروج النساء للعمل في المصانع بدلاً من أزواجها الذين ذهبوا إلى الحرب، مما أزاد دخلهم، وقلل الوقت الذي يكرسونٌه للعمل المنزلي، فأصبحوا بحاجة إلى وجبات طعام جاهزة، وبعد الحرب أصبحت ظاهرة محلات البقالة والطعام الجاهز أمر مألوف، وفهم الأخوان "ريتشارد" و"موريس ماكدونالدز" أهمية صنع الطعام بسرعة، وبيعه بسعر رخيص، مع إنفاق أقل وقت، وأصبح "ماكدونالدز" أول سلسلة مطاعم للوجبات السريعة. أما عن أول شركة لانتاج الوجبات السريعة " A & W All American "، تأسست في عام 1922.